من إجمالي هذه الكمية، يُعتقد أن نحو 15% منها — أي ما يعادل تقريبًا 9.15 ملايين طن — ملوثة بـ الأسبست أو المعادن الثقيلة أو النفايات الصناعية. (المصدر: برنامج الأمم المتحدة للبيئة UNEP)
وتشير دراسات أولية إلى أن ما لا يقل عن 4.9 ملايين طن من الركام قد تكون ملوثة بمادة الأسبست الناتجة عن تدمير المباني القديمة. (المصدر: CGTN Europe)
مخاطرالأسبست
يُعدّ الأسبست من المواد المسرطِنة المؤكدة، حيث يؤدي استنشاق أليافه الدقيقة إلى أمراض خطيرة مثل ورم المتوسطة (Mesothelioma) وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.
في قطاع غزة، حذّر خبراء بيئيون من أن الألياف المنبعثة من الأبنية المدمّرة تمثّل «قاتلاً صامتاً» يهدد حياة السكان. (المصدر: PressTV – 08/10/2024)
ونظرًا للدمار الواسع الذي طال المنازل والأسطح والملاجئ ومخيمات اللاجئين، فإن خطر التلوث بالأسبست يعتبر مرتفعًا للغاية.
الآثار المتوقعة
على المدى المتوسط والبعيد، يُتوقّع ارتفاع معدلات الأمراض التنفسية والسرطانية الناتجة عن التعرض للأسبست، إذ إن فترة كمون المرض قد تمتد إلى 20–30 عامًا.
كما يمكن أن يؤدي تسرّب الأسبست إلى تلويث المياه الجوفية والتربة، مما يهدد الزراعة والبيئة والصحة العامة.
وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن أنظمة المياه والصرف الصحي وجمع النفايات في غزة مدمّرة أو شبه معطّلة، الأمر الذي يضاعف من حجم الكارثة البيئية. (المصدر: UNEP – UN Environment Programme)
الوضع في مخيمات اللاجئين
لا تتوفر بيانات دقيقة توضح النسبة الفعلية للأسطح أو المباني المغطاة بمادة الأسبست داخل مخيمات اللاجئين.
إلا أن أغلب هذه المخيمات تحتوي على مبانٍ قديمة أو مؤقتة، يُرجّح أن أسقفها مصنوعة من ألواح الإسمنت الممزوجة بالأسبست أو مواد مشابهة.
وتشمل التقديرات العامة حول الركام الملوث بالأسبست المناطق السكنية والمخيمات ضمن نطاق الضرر البيئي الواسع.
التحديات والاحتياجات
نظرًا لمحدودية القدرات الفنية والمالية في غزة، فإن معالجة الأسبست تشكل تحديًا كبيرًا يتطلب دعمًا دوليًا عاجلًا. وتتضمن الأولويات ما يلي:
1. تنفيذ مسوحات ميدانية ودراسات بيئيةلتحديد مواقع التلوث بالأسبست والمواد السامة.
2. إعداد خطة وطنية آمنة للتخلّص من الموادالملوثة أو احتوائها بشكل آمن.
3. توفير معدات الحماية الشخصية للعاملين فيإزالة الركام (أقنعة، ملابس واقية، فلاتر هواء، إلخ).
4. إطلاق حملات توعية للسكان حول مخاطرالغبار والألياف المتطايرة وطرق الوقاية.
5. مراقبة مستمرة لجودة الهواء والمياهالجوفية والتربة لرصد أي تأثيرات طويلة الأمد.
التوصيات العاجلة
إدراج إدارة الأسبست والنفايات الخطرة ضمن خطط الطوارئ وإعادة الإعمار.
تعبئة تمويل دولي مخصص لمعالجة وإزالة المواد السامة من المناطق المدمّرة.
تنظيم دورات تدريبية وحملات حماية للعمال والمتطوعين العاملين في تنظيف الركام.
إنشاء برنامج فحوصات طبية دورية للسكان المعرضين للتلوث، ولا سيما في مخيمات اللاجئين.
التأكيد على أن جميع مشاريع إعادة الإعمار المستقبلية يجب أن تحظر استخدام الأسبست وأن تعتمد مواد بناء بديلة وآمنة بيئيًا.
الخلاصة
تشهد غزة كارثة بيئية وإنسانية متفاقمة تهدد صحة السكان واستدامة النظام البيئي في المدىالقريب والبعيد. وتتطلّب هذه الأزمة تدخلاً دوليًا عاجلاًومنسقًا بين وكالات الأمم المتحدة والسلطات المحلية والمنظمات المدنية من أجل:
تطهير القطاع من المواد السامة؛
إعادة البناء وفق معايير بيئية آمنة؛
حماية أرواح المواطنين من الأخطار الصامتة للأسبست والتلوث الكيميائي.
بعد مرورعامين على بدء العدوان الشامل على قطاع غزة (منذ 7 أكتوبر 2023)، تبدو الأوضاع الإنسانية والصحية والاجتماعية كارثية بكل المقاييس. وتشير تقارير الخبراء ومنظمات حقوق الإنسان إلى أن جميع معايير الإبادة الجماعية الخمسة تنطبق على مايحدث في غزة.
أطلقت الجمعية الخيرية لمناصرة الشعب الفلسطيني حملتها الموسمية "أضحيتك حياة" لعام 1446 هـ، لتوزيع لحوم الأضاحي على الأسر الأشد احتياجًا في فلسطين ومخيمات اللاجئين.
